جهاد بروفيســــــــــــير المنتدي
رقــم العضــويه : 31 تاريخ التسجيـل : : 09/02/2009
المشاركات : 817 الإقامه : : ارض الكنانه الهوايه : : الله اعلم عدد النقاط : احترام قوانين المنتدي : الرتبه : : بروفيســــــــــــــير المنتدي النقاط : : 880
السٌّمعَة : 0
| موضوع: مــنــاجــاة الإثنين 16 فبراير - 0:58 | |
| مناجاة في عظمته سبحانه وتعالى تأمل خطاب القرآن تجد ملكا له الملك كله , وله الحمد كله
أزمة الامور كلها بيده , ومصدرها منه, ومردها اليه , مستويا
على سرير ملكه , لا تخفى عليه خافية في أقطار مملكته ,
عالما بما في نفوس عبيده , مطلعا على أسرارهم وعلا نيتهم ,
منفردا بتدبير المملكة , يسمع ويرى, يمنع ويعطي , ويثيب ويعاقب,
ويكرم ويهين , يخلق ويرزق , ويميت ويحيي , ويقدر ويقضي ويدبر ،
الأمور نازلة من عنده دقيقها وجليلها , وصاعدة اليه لا تتحرك ذرة
الا باذنه , ولا تسقط ورقة الا بعلمه.
فتأمل كيف تجده يثني على نفسه , ويمجد نفسه , ويحمد نفسه ,
وينصح عباده , ويدلهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم ,
ويرغبهم فيه, ويحذرهم مما فيه هلاكهم , ويتعرف اليهم
بأسمائه وصفاته , ويتحبب اليهم بنعمه وآلائه, فيذكرهم
بنعمه عليهم , ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها , ويحذرهم
من نقمه ، ويذكرهم بما أعد لهم من الكرامة ان أطاعوه ,
وما أعد لهم من العقوبة ان عصوه , ويخبرهم بصنعه في
أوليائه وأعدائه , وكيف كانت عاقبة هؤلاء , ويثني على أوليائه
بصالح أعماله , وأحسن أعمالهم , ويذم أعدائه بسيء أعمالهم ,
وقبيح صفاتهم.
ويضرب الأمثال , وينوع الأدلة والبراهين , ويجيب عن شبه أعدائه
أحسن الأجوبة , ويصدق الصادق , ويكذب الكاذب , ويقول الحق ,
ويهدي السبيل , ويدعو الى دار السلام , ويذكر أوصافها وصفاتها
وحسنها ونعيمها , ويحذر من دار البوار , ويذكر عذابها وقبحها
وآلامها , ويذكر عباده فقرهم اليه وشدة حاجتهم اليه من كل وجه ,
وأنهم لا غنى لهم عنه طرفة عين , ويذكر غناه عنهم وعن جميع
الموجودات , وأنه الغني بنفسه عن كل ما سواه , وكل ما سواه
فقير اليه بنفسه , وأنه لا ينال أحد ذرة من الخير فما فوقها
إلا بفضله ورحمته , ولا ذرة من الشر فما فوقها الا بعدله وحكمته.
ويشهد من خطابه عتابه لأحبابه ألطف عباد , وأنه مع ذلك
مقيل عثراتهم وغافر زلاتهم ومقيم أعذارهم , ومصلح فاسدهم
والدافع عنهم, والمحامي عنهم , والناصر لهم , والكفيل بمصالحهم ,
والمنجي لهم من كل كرب , والموفي لهم بوعده , وأنه وليهم
الذي لا ولي لهم سواه فهو مولاهم الحق , ونصيرهم على عدوهم ,
فنعم المولى ونعم النصير.
فاذا شهدت القلوب من القرآن ملكا عظيما رحيما جوادا جميلا
هذا شأنه فكيف لا تحبه , وتنافس في القرب منه , وتنفق
أنفاسها في التودد اليه , ويكون أحب إليها من كل ما سواه ,
ورضاه آثر عندها من رضا كل ما سواه ؟
وكيف لا تلهج بذكره , ويصير الحب والشوق إليه والأنس به
غذاؤها وقوتها ودواؤها , بحيث إن فقدت ذلك فسدت وهلكت ,
ولم تنتفع بحياتها ؟
--------- اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك | |
|