جهاد بروفيســــــــــــير المنتدي
رقــم العضــويه : 31 تاريخ التسجيـل : : 09/02/2009
المشاركات : 817 الإقامه : : ارض الكنانه الهوايه : : الله اعلم عدد النقاط : احترام قوانين المنتدي : الرتبه : : بروفيســــــــــــــير المنتدي النقاط : : 880
السٌّمعَة : 0
| موضوع: وصلتك رسالة أخي الحبيب, تفضل و استلمها السبت 21 فبراير - 8:19 | |
| أخي الحبيب:
لعلي أقتطع من وقتك الثمين و أنت تقرأ هذه الرسالة و التي ترددت كثيراً في كتابتها حتى أجد الوقت المناسب لديكم.
لكني لما تذكرت حقوقك الكثيرة عليّ استعجلت في كتابتها و إرسالها إليك قبل أن يحول بيني و بينك حائل فلا أستطيع الوفاء بحقك.
أخي الحبيب:
لو كان هناك رجل أعمى تراه يمشي، و تخشى أن يقع في حفرة أو نحو ذلك.
أكُنْت تنقذه؟!
لا شك أنك لا تتحمل رؤية سقوطه و هذا من رجاحة عقلك، و كذلك لو رأيت شخصاً متهوراً في قيادة سيارته يسرع و يقطع الإشارات الضوئية و يكثر من استعمال المنبهات لإزعاج الناس, هل ستنبهه على خطئه أم لا؟!
لا شك أن الرجل العاقل و المتبصر مثلك لا يرضى بمثل هذه الأمور و يرى أن هذا غير عاقل و مُهْلِك لنفسه، و قس على هذا من الأخطاء التي نشاهدها كثيراً و لا نرضاها جميعاً.
أخي الحبيب:
و بعد هذا إني أسألك: لو أن شخصاً أنقذ شخصاً من موت محقق و أنعم عليه و أنفق عليه و أسكنه أحسن المساكن و أركبه أجمل المراكب و بعد هذا كله يجْحَد نِعَم صاحبه عليه و يعصيه و ينكر جميع ما فعله به.
فماذا يقول أصحاب العقول السليمة في هذا و أمثاله؟!
إني أترك لك الجواب.
أخي الحبيب:
إن مثل هذا في خطر من عقوبة الله, خاصة و أنه يتقلب في نِعَم الله ليل نهار من مأكل ومشرب وصحة وعافية وسلامة من المصائب و غير ذلك، ثم هو يسخرها في غير طاعته تبارك و تعالى، و ينكر نعمة الله عليه.
أخي الحبيب:
إذا أردت أن ترى مقدار فضل الله و نعمته عليك فَزِر المستشفيات فسوف ترى فيها عجباً.
هذا يستغيث و هذا يئن من الآلام، و هذا لا يستطيع إخراج الفضلات إلا بالأنابيب، و هذا منتفخ بطنه، و هذا في غيبوبة، و هذا في شلل رباعي أو نصفي يتمنى أن يرجع إليه و لو بعض صحته ليتلذذ بمظاهر الدنيا أو ليذهب إلى الأقارب, و لكن حال بينه و بين ذلك المرض.
فيا أخي الحبيب:
هل تنتظر أن يَحلّ بك مرض يفقدك لذة الحياة التي تعيشها و أنت بعيد عن ذكر الله تعالى و طاعته.
و هنا تفقد لذة الدنيا و نعيم الآخرة؛ ولذة الدنيا لا تقارن بنعيم الآخرة الذي فيه ما لا رأت عين و لا خطر على قلب بشر.
أو هل تنتظر أن تخطف الملائكة روحك من بين أصحابك و والديك و أنت على تفريطك؟!
و هناك لا ينفع ندم و لا قول رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً.
أخي الحبيب:
مادمت بهذه الصحة و العافية, و ما دام في العمر مهلة و فسحة و لا ندري إلى متى....
فلنتدارك سوياً أعمارنا قبل الفوات، و لنرجع إلى ربنا، و لنتب إليه فإن التوبة تمحو ما سبق من الآثام.
و تذكر أن النار التي أعدها الله للعاصين لا تتحملها الأجسام.
فهيا أخي إلى جنة الدنيا فإن من دخلها دخل جنة الخلد، و من حرمها حرم من جنة الخلد .
ألا إن جنة الدنيا محبة الله و رسوله
ألا إن جنة الدنيا طاعة الله و رسوله
ألا إن جنة الدنيا ذكر الله
و في الختام:
هذا نصيحة و هي حق من حقوقك عليّ، و أنا على يقين أني وجّهتها إلى الشخص المناسب، فتقبلها مني بقلب رَحِب كما هي عادتك، و ستثمر بإذن الله لك نجاحاً و فلاحاً. من رسائل الكتلة الإسلامية
| |
|