جهاد بروفيســــــــــــير المنتدي
رقــم العضــويه : 31 تاريخ التسجيـل : : 09/02/2009
المشاركات : 817 الإقامه : : ارض الكنانه الهوايه : : الله اعلم عدد النقاط : احترام قوانين المنتدي : الرتبه : : بروفيســــــــــــــير المنتدي النقاط : : 880
السٌّمعَة : 0
| موضوع: قتيل النار السبت 21 فبراير - 8:56 | |
| رُوي أن رجلاً يُعرف بدينار العيار, كانت له والدة تعظه و لا يتعظ, فمرّ في بعض الأيام بمقبرة كثيرة العظام, فأخذ منها عظماً نخراً فتفتت في يده, ففكر في نفسه, و قال لها:
ويحك! كأني بك غداً قد صار عظمك هكذا رفاتاً و الجسم ترابا, و أنا اليوم أقدم على المعاصي
فندم و عزم على التوبة و رفع رأسه إلى السماء و قال: إلهي, إليك ألقيت مقاليد أمري, فاقبلني و ارحمني.
ثم مضى نحو أمه متغير اللون فقال: يا أماه,ما يُصنع بالعبد الآبق إذا أخذه سيده؟ فقالت: يخشن ملبسه و مطعمه و يغل يده و مطعمه. فقال: أريد جبة من صوف و أقراصاً من شعير, و تفعلين بي كما يُفعل بالآبق, لعل مولاي يرى ذلي فيرحمني, ففعلَت ما طلب منها, فكان إذا جن الليل أخذ في البكاء و العويل, و يقول لنفسه:
ويحك يا دينار! ألك قوة على النار؟ كيف إذا تعرضت لغضب الجبار؟...
و كذلك إلى الصباح, فقالت له أمه في بعض الليالي ارفق بنفسك. فيقول لها: دعيني أتعب قليلاً لعلي أستريح طويلاً, يا أمي: إن لي موقفاً بين يدي رب جليل, و لا أدري أيؤمر بي إلى الظل الظليل أم إلى الشر مقيل؟ إني أخاف عناءً لا راحة بعده و توبيخاً لا عفو بعده, قالت: فاسترح قليلاً؟
قال: الراحة أطلب؟ أتضمنين لي الخلاص؟ قالت: فمن يضمنه لي أنا؟ قال: فدعيني و ما أنا عليه! كأنك يا أماه غداً و بالخلائق يساقون إلى الجنة و أنا أساق إلى النار!
فمرت به في بعض الليالي في قراءته (( فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون)), الحجر(92-93), ففكر فيها , فبكى و جعل يضطرب كالحية حتى خرّ مغشياً عليه, فجاءت أمه إليه و نادته, فلم يجبها, فقالت: قرة عيني! أين الملتقى؟ فقال بصوت ضعيف: إن لم تجديني في عرصة القيامة, فاسألي مالكاً عني...
ثم شهق شهقةً مات فيها, فجهزته و غسلته, و خرجت تنادي: أيها الناس, هلموا إلى الصلاة على قتيل النار! فجاء الناس فلم يُرَ أكثر جمعاً و لا أغزر دمعاً من ذلك اليوم.
-------------------------------------
توفاه الله خائفاً من جهنم تائباً
فيا ترى..... كيف نكون عندما يتوفانا الله؟؟!
و على أية حال يأتينا ملك الموت؟؟
خائفين من جهنم؟؟ متقين لربنا؟؟
تائبين؟؟ مستغفرين؟؟ ذاكرين؟؟
أم عاصين؟؟ لاهين؟؟ غير آبهين؟؟
المسارعة في التوبة أخواني أخواتي في الله
فلا يعلم أحدنا على أي حال يتوفاه ربه
أسأل الله أن لا يتوفانا إلا و نحن تائبون عابدون لربنا حامدون و متقون غير عاصين و لا غافلين و لا لاهين
إنه على ذلك قدير و بالإجابة جدير
| |
|