جهاد بروفيســــــــــــير المنتدي
رقــم العضــويه : 31 تاريخ التسجيـل : : 09/02/2009
المشاركات : 817 الإقامه : : ارض الكنانه الهوايه : : الله اعلم عدد النقاط : احترام قوانين المنتدي : الرتبه : : بروفيســــــــــــــير المنتدي النقاط : : 880
السٌّمعَة : 0
| موضوع: توبة أشهر عارضة أزياء فرنسية السبت 21 فبراير - 21:02 | |
|
توبة أشهر عارضة أزياء فرنسية
(فابيان) عارضة الأزياء الفرنسية، فتاة في الثامنة والعشرين من عمرها، جاءتها لحظة الهداية وهي غارقة في عالم الشهرة والإغراء والضوضاء.. انسحبت في صمت.. تركتْ هذا العالم بما فيه، وذهبتْ إلى أفغانستان لتعمل في تمريض جرحى المجاهدين الأفغان وسط ظروف قاسية وحياة صعبة.
تقول فابيان: (لولا فضل الله عليّ ورحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته وغرائزه بلا قيم ولا مبادئ).
ثم تروي قصتها فتقول: (منذ طفولتي كنت أحلم دائماً بأن أكون ممرضة متطوعة، أعمل على تخفيف الآلام للأطفال المرضى، ومع الأيام كبرت، ولفتّْ الأنظار بجمالي ورشاقتي، وحرّضني الجميع -بما فيهم أهلي- على التخلي عن حلم طفولتي، واستغلال جمالي في عمل يدرّ عليّ الربح المادي الكثير، والشهرة والأضواء، و كل ما يمكن أن تحلم به أية مراهقة، وتفعل المستحيل من أجل والوصول إليه.
وكان الطريق أمامي سهلاً -أو هكذا بدا لي-، فسرعان ما عرفت طعم الشهرة، و غمرتني الهدايا الثمينة التي لم أكن أحلم باقتنائها.
ولكن كان الثمن غالياً.. فكان يجب عليّ أولاً أن أتجرد من إنسانيتي، و كان شرط النجاح و التألق أن أفقد حساسيتي و شعوري، و أتخلى عن حيائي الذي تربيت عليه، و أفقد ذكائي، و لا أحاول فهم أي شيء غير حركات جسدي، و إيقاعات الموسيقى، كما كان عليّ أن أحرم من جميع المأكولات اللذيذة و أعيش على الفيتامينات الكيميائية و المقويات و المنشطات، و قبل كل ذلك أن أفقد مشاعري تجاه البشر... لا أكره.. لا أحب... لا أرفض أي شيء.
إن بيوت الأزياء جعلت مني مجرد صنم متحرك مهمته العبث بالقلوب و العقول.. فقد تعلمتُ كيف أكون باردة قاسية مغرورة فارغة من الداخل، لا أكون سوى إطار يرتدي الملابس، فكنتُ كذلك، بل كلما تألّقَتْ العارضة في تجردها من بشريتها وآدميتها, زاد قدرها في هذا العالم البارد... أما إذا خالَفَتْ أيّاً من تعاليم الأزياء, فتُعرِّضُ نفسها لألوان العقوبات التي يدخل فيها الأذى النفسي و الجسماني أيضاً.
و عشت أتجول في العالم عارضة لأحدث الموضة بكل ما فيها من تبرج و غرور و مجاراة لرغبات الشيطان في إبراز مفاتن المرأة دون خجل أو حياء)
وتواصل (فابيان) حديثها فتقول: (لم أكن أشعر بجمال الأزياء فوق جسدي المفرغ -إلا من الهواء و القسوة- بمهانة النظرات و احتقارهم لي شخصيّاً واحترامهم لما أرتديه.
كما كنت أسير و أتحرك.. و في كل إيقاعاتي كانت تصاحبني كلمة (لو).. و قد علمت بعد إسلامي أن (لو) تفتح عمل الشيطان.. و قد كان ذلك صحيحاً، فكنا نحيا في عالم الرذيلة بكل أبعادها، و الويل لمن تعترض عليها و تحاول الاكتفاء بعملها فقط).
وعن تحولها المفاجئ من حياة لاهية عابثة إلى أخرى جادة تقول:
(و كان ذلك أثناء رحلة لنا في بيروت المحطمة، حيث رأيتُ كيف يبني الناس هناك الفنادق و المنازل تحت قسوة المدافع، و شاهدت بعيني انهيار مستشفى للأطفال في بيروت، و لم أكن وحدي، بل كان معي زميلاتي من أصنام البشر و قد اكتفين بالنظر بلا مبالاة كعادتهن.
و لم أتمكن من مجاراتهن في ذلك.. فقد انقشعت عن عيني في تلك اللحظة غُلالة الشهرة و المجد و الحياة الزائفة التي كنت أعيشها، و اندفعت نحو أشلاء الأطفال في محاولة لإنقاذ من بقي منهم على قيد الحياة.
و لم أعد إلى رفاقي في الفندق حيث تنتظرني الأضواء، و بدأت رحلتي نحو الإنسانية حتى وصلت إلى طريق النور و هو الإسلام. و تركتُ بيروت وذهبتُ إلى باكستان، و عند الحدود الأفغانية عشت الحياة الحقيقية، و تعلمتُ كيف أكون إنسانة.
و قد مضى على وجودي هنا ثمانية أشهر قمت فيها بالمعاونة في رعاية الأسر التي تعاني من دمار الحروب، و أحببت الحياة معهم، فأحسنوا معاملتي.
و زاد اقتناعي بالإسلام ديناً ودستوراً للحياة من خلال معايشتي له، و حياتي مع الأسر الأفغانية و الباكستانية، و أسلوبهم الملتزم في حياتهم اليومية، ثم بدأت في تعلّم اللغة العربية، فهي لغة القرآن، و قد أحرزت في ذلك تقدماً ملموساً.
و بعد أن كنت أستمد نظام حياتي من صانعي الموضة في العالم، أصبحت حياتي تسير تبعاً لمبادئ الإسلام و روحانياته.
و تصل (فابيان) إلى موقف بيوت الأزياء العالمية منها بعد هدايتها، وتؤكد أنها تتعرض لضغوط دنيوية مكثفة، فقد أرسلوا عروضاً بمضاعفة دخلها الشهري إلى ثلاثة أضعافه فرفضت بإصرار.. فما كان منهم إلا أن أرسلوا إليها هدايا ثمينة لعلها تعود عن موقفها و ترتد عن الإسلام.
و تمضي قائلة: (ثم توقفوا عن إغرائي بالرجوع.. ولجئوا إلى محاولة تشويه صورتي أمام الأسر الأفغانية، فقاموا بنشر أغلفة المجلات التي كانت تتصدرها صوري السابقة أثناء عملي كعارضة للأزياء، و علقوها في الطرقات و كأنهم ينتقمون من توبتي، و حاولوا بذلك، الوقيعة بيني و بني أهلي الجدد، و لكن خاب ظنهم و الحمد لله).
و تنظر (فابيان) إلى يديها وتقول: (لم أكن أتوقع يوماً أن يدي المرفهة التي كنت أقضيها وقتاً طويلاً في المحافظة على نعومتها سأقوم بتعريضها لهذه الأعمال الشاقة وسط الجبال، ولكن هذه المشقة زادت من نصاعة و طهارة يدي، و سيكون لها حسن الجزاء عند الله سبحانه و تعالى إن شاء الله).
محمد بن عبد العزيز المسند في كتابه العائدون إلى الله - المجموعة الثالثة, و كان قد أخذه من جريدة المسلمون العدد 238.
| |
|