لماذا يطلق على الشخص المبهم اسم (فلان) ؟.
اسم (فلان) نطلقه على الشخص المبهم ، فإذا لم يرد المتكلم بيان الاسم الحقيقي قال : (فلان ) .
وقد بحثتُ عن أصل الكلمة فوجدتها وردت في عدة أحاديث ، منها :
ما ورد في البخاري :
( إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة ، فيقال : هذه غدرة فلان بن فلان )
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه :
(لا حسد إلا في اثنتين : رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ، فسمعه جار له فقال : ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان ، فعملت مثل ما يعمل ، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق ، فقال رجل : ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان ، فعملت مثل ما يعمل )
وحديث حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
" إذا أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله يحب فلانا فأحبه ، فيحبه جبريل ، فينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض " .
وغيرها .
قال ابن الأثير في النهاية :
" وفلان وفلانة : كناية عن الذكر والأنثى من الناس ، فإن كنيت بهما عن غير الناس قلت : الفلان والفلانة " أ.هـ
فما أصل اسم (فلان) ، وهل اسم (علان) الملحق بها له أصل كذلك .
وقد أضاف البعض اسم (فلنتان) فيقول : فلان وعلان وفلنتان ولا أظن الأخيرة تثبت .
========
قال تعالى :
" يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا " .
لم أجد من المفسرين مَن أشار إلى معناها اللغوي ، بل قد أشار بعضهم إلى المقصود من قوله تعالى (فلانا) .
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى :
وقوله
{ يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا }
اختلف أهل التأويل في المعني
بقوله : { الظالم } وبقوله : { فلانا }
فقال بعضهم : عني بالظالم : عقبة بن أبي معيط ; لأنه ارتد بعد إسلامه , طلبا منه لرضا أبي بن خلف , وقالوا : فلان هو أبي )أ.هـ .
أي أبي بن خلف .
قال الراغب الأصفهاني رحمه الله في (مفردات ألفاظ القرآن) :
( فلن : فلان وفلانة : كنايتان عن الإنسان ، والفلان والفلانة : كنايتان عن الحيوانات
قال تعالى : " ليتني لم أتخذ فلانا خليلا " ) أ.هـ .
وفي المعجم الوسيط :
( " فلان " : كناية عن العلم المذكر العاقل ، مؤنثه فلانة ممنوعا من الصرف .
وقد يقال للمذكر : "فُلُ" ، وللمؤنث : "فلاة"و"فُلَة" ، ويكثر ذلك عند النداء .
وقد تزاد "أل" في أوله فيكنى بالفلان والفلانة من غير الآدميين ، تقول العرب : ركبت الفلان ، وحلبت الفلانة : كناية عن الفرس والناقة ونحوهما )أ.هـ
أما (علان) فلم أجد عنها شيئا .
=======
قال الشوكاني
رحمه الله تعالى
في فتح القدير :
( "وفلان " كناية عن الأعلام ، قال النيسابوري : زعم بعض أئمة اللغة أنه لم يثبت استعمال (فلان) في الفصيح إلا حكاية ، لا يقال جاءني " فلان " ، ولكن يقال : قال زيد جاءني فلان ، لأنه اسم اللفظ الذي هو علم الاسم ، وكذلك جاء في كلام الله .
وقيل " فلان " كناية عن علم ذكور من يعقل ، و" فلانة " عن علم إناثهم .
وقيل كناية عن نكرة من يعقل من الذكور ، وفلانة عمن يعقل من الإناث ، وأما الفلان والفلانة فكناية عن غير العقلاء .
و(فل) يختص بالنداء إلا في الضرورة كقول الشاعر :
في لُجّةٍ أمسَكَ فُلانا عن فُلِّ
وقوله :
حدّثاني عن فُلان وفُلّ
وليس (فل)مرخما من فلان خلافا للفراء .
وزعم أبو حيان أن أن ابن عصفور وابن مالك وهما في جعل (فلان) كناية علم من يعقل ) .أ.هـ
========
وزد - أيها الأخوان الفاضلان -
قولهم هيان بن بيان
وهي مثل فلان بن علان
في ذكر من أغفل عن البيان. والله المستعان. وعليه التكلان.
============
ويزاد على
" هيان بن بيان "
أنها تقال: فيمن من لم يعرف هو ولا عرف أبوه كما ذكره العلامة الزبيدي
في مستدركه على صاحب القاموس من كتابه الجامع الماتع < تاج العروس >.
==========
لعل ( علان ) من باب ( الإلحاق ) ، وليس لها معنىً يراد !
كقولهم : حسن بسن ، وحيص بيص ... ونحو ذلك . والله أعلم .
==========
... وقوله عز وجل :
( يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا )
قال الزجاج :
فلانا "الشيطان وتصديقه" ، ( وكان الشيطان للإنسان خذولا )
ويقال إن المراد هنا أمية بن خلف وأنه منع عقبة بن أبى معيط في الدخول في الاسلام .
( ويقال للواحد : يافلُ ) اقبل بالرفع من غير تنوين .
( وللاثنين : يافلان ) أقبلا .
( وللجمع : يافلون ) اقبلوا .
وقال الأصمعي فيما رواه عنه أبو تراب يقال : قم يافل ، ويافلاه .
فمن قال : يافل فمضى فرفع بغير تنوين ، ومن قال يافلاه فسكت اثبت الهاء وإذا مضى قال فلافل ذلك فطرح ونصب .
( وفى المؤنث : يافلة ) أقبلي .
وبعض بنى تميم يقول يا فلانة اقبلي ، ( ويافلتان ) اقبلا بضم ففتح ، ( ويافلات ) أقبلن .
وقال ابن بزرج وبعض بنى أسد يقول : يافل اقبل ، ويافل أقبلا ويافل أقبلوا ، ويافل أقبلي .
وقال ابن برى فلان لا يثني ولايجمع ) أ.هـ من النسخة الإلكترونية .
==========
قال الحافظ - رحمه الله -
في الإصابة (2/44) :
" روى ابن السكن وابن منده من طريق أبي ذكوان عمران الرملي: سمعت عطية بن سليم بن سعيد رجلاً من بني جشم يقول : سمعت أبي يقول : قدمت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما اسمك ؟ " قلت : فلان . قال : " بل أنت سليم ")).
قال الشيخ بكر أبوزيد - رحمه الله -
في معجم المناهي اللفظية ص257:
" وقوله (فلان) لم يأت في الروايات عند من ذكر بيان الاسم فكأنه سمّاه اسماً غير مستحسن فسكت عن تعيينه أو نسيه الراوي.
والله أعلم "
انظر:
الصحابة الذين غير النبي-صلى الله عليه وسلم-أسماءهم
ص29
منقول
__________________
اخرج بالعزم من هذا الفناء الضيق، المحشوِّ بالآفات إلى الفناء الرحب، الذي فيه ما لا عين رأت؛ فهناك لا يتعذر مطلوب، ولا يفقد محبوب .