ما حكم القول بخليفة الله في أرضه
سئل فضيلة الشيخ الدكتور صادق بن محمد البيضاني السؤال التالي :
شيخنا رعاكم الله :هل يجوز أن يقال عن الخلفاء الراشدين أو الأنبياء أو غيرهم من البشر أنهم خلفاء الله في أرضه ؟
فأجاب فضيلته
لا يجوز مثل ذلك لأن الله هو الغني عن خلقه وهو الذي يحتاج إليه البشر, وكل خليفة في الأرض فهو ناقص ويحتاج إلى غيره, وإذا قلنا بأن فلانًا من البشر خليفة الله فقد نسبنا شيئًا لله من غير دليل فهو سبحانه المهيمن والمحيط بكل شيء ولا يحتاج معينًا أو خليفة في أرضه .
وإنما الخليفة هو الذي يخلف غيره في شيء ما سواء كان بشرًا أو جنًا أو بهيمةً أو نحوها من المخلوقات والله لا يخلفه في ملكه وماله أحد من البشر .
ومما يدل على ذلك قوله تعالى: " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا "( ) .
فالله هو الذي يستخلف بعض البشر نيابة عن بعضهم بفضله وكرمه حسب مصلحة الخليقة وحاجتها وهو غني أن يجعل عبدًا مخلوقًا خليفة له يدير بعض شؤون ملك الله المطلق سواء في الأرض أو في السماء .
وقال تعالى: " وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي( ) مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ "( ) .
وقال جل شأنه : " ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ "( ).
فخلفاء الأرض سواء كانوا أنبياء أو غيرهم لا يملكون لأنفسهم لا نفعًا ولا ضرًا وإنما هم عبيد يحتاجون إلى الغني الكامل في صفاته وأفعاله ولا يجوز أن تطلق مثل هذه العبارات إذ الأصل ألا ننسب لله شيئًا لم ينسبه لنفسه ولم ينسبه له أنبياؤه أمنة شرعه؛ وبالله التوفيق .
المصدر : السؤال 30 المنتقى من الفتاوى للشيخ الدكتور صادق بن محمد البيضاني