هل الاستدلال بأن الله يغفر الذنوب جميعا ماعدا الشرك ذريعة لفعل المعاصي؟
سئل فضيلة الشيخ الدكتور صادق البيضاني السؤال التالي :
س: أحد الإخوة يعمل المعاصي وربما كبار المعاصي فإذا نصح قال إن الله يغفر كل الذنوب ما عدا الشرك واستدل بقوله تعالى: " إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ( ) ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ "( ) فما توجيهكم حفظكم الله ؟
فأجاب فضيلته بالآتي :
هذا على خطر عظيم فما يدريه أنه ممن شاء الله له بالمغفرة ربما أنه ممن لم يشأ له ذلك فينبغي عليه أن يتقي ربه وألا يأمن مكره جل في علاه فالأمر خطير جد خطير .
قال تعالى: " أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ "( ).
وإصراره على ذلك لا يبشر إلا بالشّر إلا أن يتوب إلى الله ويستغفر ربه, فإنه عاص لله ولرسوله ومن كان كذلك فقد أطاع الشيطان واتخذه وليًا من دون الله وأغضب الرحمن وخسر الخسران المبين .
قال تعالى: " وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا( ) "( ).
فيا سبحان الله كيف يأمن على نفسه من عذاب الله ووعيده, ونبينا وهو الصادق المصدوق الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لا يأمن على نفسه من عقاب الله وهو الذي يقول كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة: " لن يدخل أحدًا عمله الجنة" قالوا: ولا أنت يا رسول الله قال: " لا ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة( ) فسددوا( ) وقاربوا( )"( ) .
فالله الله في التوبة والإنابة الصادقة .
قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى( ) بَيْنَ أَيْدِيهِمْ( ) وبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا( ) وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "( ), أسأل الله أن يرحمنا برحمته والله المستعان .
المصدر : السؤال الحادي والثلاثون من كتاب المنتقى من الفتاوى