شبهــــات
•ومما ينبه عليه في هذا المقام: أن تنفيذ العقوبات الشرعية المتقدمة - من قتل وغيره- المرجع فيه إلى ولاة الأمر، فليس لأحد أن يفتات عليهم. •وكذلك العقوبات الاقتصادية من مقاطعة وغيرها: المرجع فيها إلى السلطان ليأمر بما فيه مصلحة للإسلام والمسلمين، فإنه أعلم منك بذلك، وعلى هذا فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية: أن الأمر في هذا لولي الأمر. •وليحذر من استغلال جماعات التكفير والتفجير لهذه الحادثة من أجل إحداث فوضى عالمية أخرى يساء فيها إلى الإسلام وأهله، وكذلك يحذر من استغلالهم هذا الحدث لتلميع قياداتهم الفاشلة، بدعوى نصرة الدين!، فإن الخوارج لا يرجى منهم نصرة للإسلام وأهله، بل هم شرٌ وبلاء، يفسدون ولا يصلحون، ومربيهم الأول ذو الخويصرة قد تعدى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين رآه يقسم مالاً فقال: يا محمد اعدل فإنك لم تعدل!!. وكذلك أسلافهم استباحوا دماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتلوا ابن عمه وزوج ابنته المبشر بالجنة علي بن أبي طالب، واليوم يستبيحون بلادنا ودماءنا تفجيراً وتخريباً، وقتلاً لرجال الأمن الموحدين وغيرهم، ثم يزعمون الانتصار للنبي المختار صلى الله عليه وسلم !. وأما موقفهم من أحاديثه صلى الله عليه وسلم في لزوم الجماعة والتحذير من المنازعة ونكث البيعة والخروج على ولاة الأمر وتكفير المسلمين وسفك دماءهم، إن موقفهم من أحاديثه صلى الله عليه وسلم في ذلك موقف سيء ومخزي، خالفوا السنة واتبعوا أهواءهم وعصوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . أقول هذا: لأن خفافيش الظلام ودعاة الفتنة قد اعتادوا على استغلال مثل هذه الأحداث العامة لتمرير أطروحاتهم، وإبراز رموزهم، والتصدر أملاً في التفرد في قيادة الجماهير دون (العلماء وولاة الأمر)، فليتهم يتوبون مما طرحوه من تبريرات مخزية لقتل أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجال الأمن الموحدين وغيرهم، والتفجير في البلاد التي تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كالمملكة العربية السعودية.
سقوط الديمقراطية والحرية الغربية
•ألا قاتل الله الديمقراطية الغربية التي تبيح الكفر والفسوق وانتهاك حرمات الله، وشتم أنبيائه والاستهزاء بهم بدعوى الحوار!، وحرية التعبير!، والرأي والرأي الآخر!! أهذه هي الديمقراطية والحرية التي يبشرون العالم بها؟! قبحها الله من ديمقراطية وحرية كفرية. •وأما دعواهم حفظ حقوق الإنسان فكذب وباطل، وتغرير بالشعوب، وإلا فأين حفظ حقوق رسل الله وأنبيائه؟!، ولماذا الانتقائية في هذا الحفظ المزعوم؟! نعم: هل يجرؤ هذا العلج المتعدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هل يجرؤ على التشكيك في أكذوبة صلب المسيح عليه السلام؟!، أو محرقة اليهود مثلاً ؟! صدق الله عز وجل حين قال
وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) [الأنفال:73]. وهؤلاء لن يضروا إلا أنفسهم، قال تعالى: ِإنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ [الأنفال:36]. ألا ليت عباد الصليب يحاسبون أنفسهم ويتوبون إلى الله من معتقداتهم الباطلة وشركهم، وليكفوا عن هذا السفه والاستعداء، وليعلموا أن هذا الذي يسمونه حرية تعبير، إنما هو زيادة في الكفر، وظلم وعدوان، لن تقبل به أمة محمد صلى الله عليه وسلم أبداً، تحت أي مبرر، نعم لن نغير عقيدتنا ولن نرضى بسب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، تحت مظلة الديمقراطية والحرية المزعومة، التي نشرت الفوضى والاضطراب والفسق والانحلال في كثير من بلاد العالم، فقنن الكفر والرذيلة والتعدي على الله عز وجل وأنبيائه عليهم السلام ودوفع عن ذلك باسم الحرية!!، ويريدون منا أن نقبل هذا السفه ونتخلى عن ديننا وقيمنا، قال الله تعالى: (وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً* إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً) [الإسراء:74-75]. أين أنتم يا عباد الصليب المزعوم من أخلاق أهل الإسلام وتوقيرهم لأنبياء الله ورسله دون استثناء ؟!، دون استثناء ؟!،(كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)[البقرة:285]. ألا فاستمعوا للثناء على موسى عليه السلام نبي بني إسرائيل، في قوله تعالى: َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً [الأحزاب:69]. وأنصتوا لهذا التنويه العظيم بشرف عيسى السلام الذي بعثه الله إلى النصارى، ففي سورة آل عمران من القرآن الكريم يقول الله تعالى: (إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ)[آل عمران:45]. إلى غير ذلك من آيات القرآن العظيم. أين هذا من قدحكم وطعنكم واستهزاءكم برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ؟!. • وبعد يا معاشر العقلاء: يحق لنا أن نسأل: من هو الظالم المعتدي؟!، ومن هو الذي يستخف بالعقول ؟!، ومن هو الفوضوي؟!، ومن هو الذي يتعدى على حقوق الإنسان ؟!، ومن الذي يسعى لمصادرة حريات الشعوب؟!، ومن الذي يتكلم بلهجة ولغة القرون المظلمة ؟!، ومن الذي يغذي العداء وينشر الكراهية ؟! أليس هذا تطرفاً ؟!، أليس هذا إرهاباً؟!، أليس هذا غلواً نصرانياً ؟!، أليس هذا عنصرية؟!، أليس هذا سوء خلق وقلة أدب ؟!، أليس هذا كفراً بالله الواحد القهار ؟! يقول الله : إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَـئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً [النساء:150-152].
مواقف محمودة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم
•إن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ليحمدون موقف المملكة العربية السعودية وما صدر عن علمائها وولاة أمرها من الانتصار لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، واستنكار هذا التعدي على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس هذا بغريب على بلاد الحرمين - أعزها الله-، ولا أدري ما ذا سيقول مشايخ الطرق الصوفية، أهل الكذب والبهتان، فإنهم قد أوهموا العوام من أتباعهم بأن أهل السنة (الذين يسميهم دراويش الصوفية: الوهابية) لا يجلِّون رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتقصون من قدره!!، ومنهم من يزيد في الكذب فيزعم أنهم لا يصلون عليه صلى الله عليه وسلم ، ولهذا التزم أقطاب الصوفية الصمت فلم يصدر عنهم ما فيه نصرة للرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الحادثة، لاشتغالهم بترقيع كذبهم القديم، وهم يرون نصرة بلاد الحرمين وعلمائها وولاة أمرها وشعبها لرسول صلى الله عليه وسلم وسبقهم في ذلك. • وإن تعجب فعجب صمت قنوات الفجور والفتنة عما يجري وكأن الأمر لا يعنيها!!، أم أنها لا تنطق إلا إذا كان في الأمر إساءة للسعودية؟!، وطمس لجهودها الخيرة؟!، وما كذبهم وإرجافهم في حادثة الجمرات عنا ببعيد، فقد أجلبوا بخيلهم ورجلهم، واستعانوا بكل أفاك أثيم للطعن في بلاد الحرمين وعلمائها، وأجرموا في حق إخواننا القائمين على خدمة حجاج بيت الله الحرام، والله حسيبهم، وهو جل وعلا لا يصلح عمل هؤلاء القنواتيين المفسدين!!. وأما اليوم فليس لمن يوجه هذه القنوات العميلة مصلحة في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمر الأمر وكأنه لا يعنيها، وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ [محمد:38]. •يقول ابن القيم – غفر الله له-: هذا ونصر الدين فرض لازم لا للكفاية بل على الأعيان بيد وإما باللسان فإن عجز ت فابالتوجه والدعا بجنـان ما بعد ذا والله للإيمان حبة خردل يا ناصر الإيمـــان بحياة وجهك خير مسؤول به وبنور وجهك يا عظيم الشان من ذاك للمضطر يسمعه سوا ك يجيب دعوته مع العصيـان إنـا توجهنا إليك لحاجة ترضيك طالبها أحق معــان فاجعل قضاهـا بعض أنعمك التي سبغت علينا منك كل زمان انصر كتابك والرسول ودينك الـ عالي الذي أنزلت بالبرهان وأقر عين رسولك المبعوث بالد ين الحنيف بنصره المتــدان وانصره بالنصر العزيز كمثل ما قد كنت تنصره بكل زمـان يا رب وانصر خير حزبينا على حزب الضلال وعسكر الشيطان وأقـم لأهل السنة النبوية الأ نصارَ وانصرهم بكل زمـان وأعزهم بالحق وانصرهم به نصراً عزيزاً أنت ذو السلطـان ولك المحامد كلها حمداً كما يرضيك لا يفنى على الأزمــان وعلى رسولك أفضل الصلوات والتـ سليم منك وأكمل الرضوان وعلى صحابته جميعاً والألى تبعوهم من بعد بالإحســــان والله أعلم وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
المصدر : موقع الشيخ سلطان العيد