الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أما بعد : فقد قال سماحة الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ - المفتي العام للمملكة العربية السعودية ، ورئيس القضاة والشؤون الإسلامية الأسبق - صفة نعلي النبي - صلى الله عليه وسلم - في رده على كتاب تضمن سؤالين : وأما صفة نعلي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فروى الترمذي في " الشمائل " عن قتادة ؛ قال : ( قُلتُ لأَنَس بْن مَالِك كَيْفَ كَانَ نَعْلُ رَسُوْل اللهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم - قَال : لَهُمَا قُبَالان ) . (1)
القبال (2) : بوزن زمام ؛ هو زمام النعل وسيرها . فالقبالان : هما زمامان لأصابع القدم بين الإبهام والتي تليها ، وبين الوسطى والتي تليها .
وعن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( كَانَ لِنَعْل رَسُوْل اللهِ - صَلَّى الله عََلَيْهِ وَسَلَّم - قُبَالان مَثنىّ شِرَاكُهُمَا ) . (3)
الشراك (4) : هو السير الرقيق الذي يكون في النعل على ظهر القدم .
وحدث عيسى بن طهمان ؛ قال : ( أَخرجَ إِلينَا أََنْسُ بن مَالِكَ نِعْلَينِ جَزْدَاوَيْن لَهُمَا قُبَلان ) .
قال : فحدثني ثابت بعد عن أنس أنهما كانتا نعلي النبي - صلى الله عليه وسلم - . (5)
النعل الجرداء (6) : هي التي لا شعر عليها .
وعن عبيد بن جريج أنه قال لابن عمر - رضي الله عنه - : ( رأيتك تلبس النعال السِّبْتَيَّةِ ! ، قال : إِنِّيْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَلبسُ النِّعَالَ الَّتِيْ لَيْسَ فِيْهَا شَعَرٌ وَيَتَوَضَّؤُ فِيْهَا ؛ فَأَنا أُحِبُّ أَن أَلْبَسَهَا ) . (7)
النعال السِّبتية (
: هي المدبوغة نسبة إلى السبت ، وهو القطع وما معناه من حلق الشعر ، أو إزالته بالدبغ .
وعن عمرو بن حريث - رضي الله عنه - أنه قال : ( رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي فِيْ نَعْلَيْن مَخصُوْفَتَيْن ) . (9)
النعل المخصوفة (10) : هي المخروزة من الخصف ، وهو الخرز وضم شيء إلى شيء ، فالنعل المخصوفة : هي التي وضع فيها طاق على طاق .
والله أَعلم . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
مجلة " البحوث الإسلامية " : العدد ( 63 )
ربيع الأول / ربيع الآخر : جمادي الأول / جمادي الآخر سنة 1422 هـ
و " فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ "
( الجزء الثاني ، فتوى رقم : 316 )
______________________________
الهوامش :
(1) حديث صحيح : رواه البخاري : ( 3107 ، 5857 ، 5858 ) ، ومسلم ، والترمذي ، وأبو داوود : ( 3482 ، 4134 ) ، وابن ماجة ( 2912 ) .
(2) قال ابن حجر الهيتمي - رحمه الله تعالى - : ( قبالان بتثنية القبال بالكسر ، وهو زمام النعل - أي السير الذي بين الأصبعين الوسطى والتي تليها - ، وذكر بعضهم أنه كان يضع أحد الزمامين بين الإبهام والتي تليها ، ويجمعها إلى السير الذي بظهر قدمه ، وهو الشراك ) . " أشرف الوسائل " : ( ص 138 ) .
وقال ابن مفلح - رحمه الله تعالى - : ( قِبال النعل - بكسر القاف - : الزمام ، وهو السير الذي يكون بين الإصبع الوسطى والتي تليها ، وقد أقبل نعله وقابلها ، ومنه الحديث : قابلوا النعال ، أي اعملوا لها قبالا ، ونعل مقبلة إذا جعلت لها قبالا ، ومقبولة إذا شددت قبالها ) . " الأداب الشرعية " .
(3) حديث صحيح : رواه ابن ماجه : ( 2927 ) ، " مختصر الشمائل المحمدية " : ( رقم : 61 ) ، " الصحيح المسند " : ( 673 ) .
(5) قال ابن حجر الهيتمي - رحمه الله تعالى - : ( وهو أحد سيور النعل يكون على وجهها ) . " أشرف الوسائل " : ( ص 139 ) .
(5) حديث صحيح : رواه البخاري : ( 3107 ) ، " مختصر الشمائل المحمدية " : ( رقم : 62 ) .
(6) قال ابن حجر الهيتمي - رحمه الله تعالى - : ( جرداوين أي لا شعر فيهما ) . " أشرف الوسائل " : ( ص 139 ) .
(7) حديث صحيح : رواه البخاري : ( 166 ، 5851 ) ، ومسلم : ( 1187 ) ، وأبو داوود : ( 1772 ، 3230 ، 4210 ) .
(
قال الشيخ محمد الألباني - رحمه الله تعالى - : ( السبتية : أي التي لا شعر عليها ، نسبة للسِّبت - بكسر السين - وهو جلود البقر المدبوغة ، لأن شعرها سُبِتَ وشُفط عنها بالدباغ ) . " مختصر الشمائل المحمدية " : ( ص 54 ) .
(9) حديث إسناده ضعيف ؛ وهو صحيح لغيره : رواه أحمد . " مختصر الشمائل المحمدية " : ( رقم : 65 ) .
(10) قال ابن حجر الهيتمي - رحمه الله تعالى - : ( أي يضع طاقًا فوق طاق ، فيستفاد أن لكل واحدة من نعليه طاقين أو أكثر ) . " أشرف الوسائل " : ( ص 141 ) .
عبد الله الخالدي
__________________
وما أنا إلا ناقلة للخير, والدال على الخير كفاعله