ادت الغارات الجوية الاسرائيلية المكثفة على قطاع غزة يوم 27 ديسمبر/ كانون الأول الى مقتل 205 فلسطينيين واصابة حوالي 400 آخرين بجروح مختلفة، حسبما افاد بذلك مصدر طبي فلسطيني . من جهة اخرى قتل إسرائيلي وأصيب 4 آخرون بجروح نتيجة القصف الصاروخي الفلسطيني على جنوب الأراضي الاسرائيلية وذلك ردا على الضربات الجوية لغزة.
الغارات التي شنتها أكثر من 80 طائرةً حربيةً إسرائيلية استهدفت كافة المقار الأمنية التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة الأمر الذي أدى إلى سقوط حوالي أكثر من 200 قتيل ومئات الجرحى.
وذكرت مصادر فلسطينية ان من بين القتلى اللواء توفيق جبر قائدَ شرطة الحكومة المقالة واسماعيل الجعبري قائدَ جهاز الأمن في الحكومة المقالة ومحافظ المنطقة الوسطى في القطاع أبو أحمد عاشور، كما سقط عشرات المدنيين في الغارات بينهم نساء وأطفال.
بالمقابل أطلقت الفصائل الفلسطينية عشرات الصواريخ على مدن وبلدات جنوب إسرائيل الأمر الذي أدى إلى مقتل اسرائيلية واحدة.
إسرائيل ستستمر بعمليتها العسكرية في غزة.. وحماس تهدد بتوجيه ضربات جوابية
أعلن المكتب الصحفي للجيش الإسرائيلي أن القوات الجوية لبلاده أنهت في 27 ديسمبر/ كانون الأول المرحلة الاولى من عمليتها العسكرية ضد المسلحين الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرا إلى "أن الجيش الإسرائيلي سيستمر بعمليته ،وفي حالة الضرورة سيوسع نشاطه ضد الإرهابيين".
وقال المكتب الصحفي: "كل من يساعد المسلحين الفلسطينيين ويعطي لهم الملجأ أو يستخدم النساء والأطفال كجدار حي سيعتبر إرهابيا".
من جهته أكد وزير الدفاع الإسرئيلي إيهود باراك أن بلاده لن تسمح باستمرار حكم حماس لقطاع غزة وتحويل القطاع إلى منصة لإطلاق الصواريخ والقذائف على جنوب إسرائيل.
وقال باراك "هناك وقت للتهدئة ووقت للحرب. والآن هو وقت الحرب. والعملية العسكرية ستتسع وفق الضرورة. إسرائيل لا تريد القتال ولكنها لا تخشى هذا الإحتمال".
في دورهم أمر قادة حماس والحركات الفلسطينية الأخرى بتوجيه الضربات الصاروخية إلى الأراضي الإسرائيلية.
مصر تفتح حدودها مع غزة
قرر الرئيس المصري حسني مبارك فتح الحدود مع غزة في 27 ديسمبر/ كانون الأول بعد تعرض القطاع للضربات الإسرائيلية ، وذلك لإستقبال الجرحى والمتضررين جراء هذه العملية الجوية الإسرائيلية ونقلهم إلى المستشفيات المصرية للعلاج.
مواجهات في الضفة ومظاهرات في المدن العربية
شهدت مدن فلسطينية وعدد من عواصم العالم العربي تظاهرات احتجاج غاضبة ضد العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.
ففي الضفة الغربية، اندلعت مواجهات بين قوات اسرائيلية وشبان فلسطينيين استخدم فيها الجنود الإسرائيليون الغاز المسيل للدموع. وفي العاصمة الأردنية عمان تجمع المئات أمام مقر الأمم المتحدة، داعين حركة حماس إلى الإستمرار في عملياتها ضد إسرائيل. وفي العاصمة اللبنانية بيروت طاف العشرات بعدد من الشوارع وأحرقوا إطارات السيارات. وفي مخيم اليرموك خارج العاصمة السورية دمشق تظاهر عشرات الفلسطينيين، مرددين هتافات تدعو إلى الإستمرار في محارية إسرائيل.
إدانات عربية ودولية.. ودعوات لوقف الغارات
دانت أطراف عربية الغارات التي شنتها اليوم القوات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة وخلفت مئات الشهداء والجرحى مطالبةً إسرائيلَ بالوقف الفوري للعملية العسكرية. وبدأت ردود الفعل العربية والدولية تتعالى منددة ومطالبة بالوقف الفوري للعملية التي أطلق عليها الجيش الإسرائلي اسم "الرصاص المصبوب".
وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة الضربات الجوية الإسرائيلية واصفاً اياها بالعدوانية .
اما الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى فقد أدان هو الاخر الغارات الاسرائيلية وطالب باجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي مؤكدا أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا طارئا في القاهرة غدا الأحد أو بعد غد الإثنين لاتخاذ موقف موحد تجاه الوضع.
وبدأ أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني بمبادرات واتصالات هاتفية مع القادة العرب. فقد اتصل بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الليبي معمر القذافي وبحث معهم ضرورة عقد قمة عربية طارئة. كما أجرى أمير قطر اتصالا هاتفيا بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك اللذين طالبا إسرائيل بوقف كافة العمليات العسكرية في القطاع، وأكدت مصر أنها ستواصل مساعيها لاستعادة التهدئة بين إسرائيل وغزة.
كما دانت أطراف عربية أخرى هذه الغارات التي شنتها القوات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة وسقط فيها مئات القتلى والجرحى.
ودعا رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة العالم الى اتخاذ موقف موحد. أما ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان فقد دعا إلى الصمود في وجه الهجمات والعدوان.
من جهته دعا الاتحاد الأوروبي اسرائيل الى وقف فوري لاطلاق النار.
الادانات العربية والدولية تتصاعد والغارات الإسرائيلية تتواصل والفلسطينيون في انتظار موقف دولي موحد يوقف حمام الدم في غزة.
وحسبنا الله ونعم الوكيل .