ي مقدمتهم علي بادحدح، ومحسن العواجي، وعبد الرحمن البراك، وعوض القرني، وناصر بن سليمان العمر، وسلمان العودة
بمطالبات للحكام..علماء السعودية ينتفضون لغزة
وليد محمود - علي بن حاجب
جدة - فيما وصفه مراقبون بـ"انتفاضة علماء السعودية"، توالت البيانات المتلاحقة من جانبهم لنصرة غزة؛ حيث أصدر أمس الأحد 22 عالما وأكاديميا سعوديا بيانا أدانوا فيه المجزرة الإسرائيلية، ووجهوا نداءً إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، وإلى جامعة الدول العربية، وإلى الحكام العرب يدعوهم لتحرك فوري وعملي تُستخدم فيه جميع الوسائل لوقف العدوان على غزة فورا.
يأتي هذا في الوقت الذي أصدر فيه 66 عالما وقاضيا سعوديا بيانا آخر اليوم طالبوا فيه جموع الأمة الإسلامية "نصرة أهالي غزة، ومساعدتهم ماديا ومعنويا، كل بحسبه"، مطالبين الحكومة المصرية بفتح "معبر رفح بصفة دائمة".
ووجه أيضا الدكتور سلمان العودة نداء للرؤساء والملوك العرب، "وخاصة العاهل السعودي والرئيس المصري"، من أجل الوقوف "بصراحة وقوة" أمام إسرائيل، والعمل على لم شمل الفرقاء الفلسطينيين، وفك الحصار عن غزة.
شارك:
ماذا تتوقع من الحكام؟ وكيف تنصر غزة؟
طالع أيضا:
الحكومات العربية.. "رجل إسعاف غزة"!
صرخة غزاوية ثكلى: "خلي الحكام العرب ينبسطوا"
قمة مصغرة للجوار
ودعا بيان الـ 22 عالما وأكاديميا، إلى ضرورة عقد قمة عاجلة مصغرة تضم الدول العربية المؤثرة والقريبة من القضية الفلسطينية "للعمل على الوقف الفوري للعدوان الصهيوني، والاستجابة لمطالب الأمة بوضع خطة عمل إستراتيجية جادة لنصرة القضية الفلسطينية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية".
كما دعا الموقعون جميع الشعوب العربية والإسلامية إلى "التضامن مع إخواننا في غزة الصامدة وفلسطين المرابطة؛ وذلك بكل الوسائل المتاحة بدءا من التعبير السلمي عن التضامن بوسائله المختلفة، ومرورا بالدعم المادي، وإيصال جميع أنواع التبرعات المالية والعينية من المواد الغذائية والطبية والوقود وكل ما يمكن".
ودعوا لأن يكون ذلك في شكل ضغط عام مؤثر يضم مؤسسات حقوق الإنسان، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات النقابية، والجمعيات الخيرية وغيرها بما يحقق كسرا حقيقيا للحصار.
فتح المعابر
بدوره، طالب بيان الـ66 عالما وقاضيا الحكومة المصرية بفتح معبر رفح بصفة دائمة، مشيرا إلى أن إغلاقه في مثل هذه الظروف الصعبة يعد من "الخذلان، وتحقيقا لأهداف العدو".
وأوضح البيان أن من نصرة أهل غزة "مساعدتهم ماديا ومعنويا، كل بحسبه"، مشيرا إلى أنه "على الحكومات من واجب النصرة القدر الأكبر"، وحذر "المسلمين حكومات وشعوبا من خذلان إخوانهم المظلومين المستضعفين"، وقال البيان: "من حقهم علينا نصرهم، والاجتهاد في رفع الظلم عنهم بما يمكن من الأسباب، ومن أعظم ذلك التوجه إلى الله تعالى بالدعاء".
وأوضح البيان أنه "لا يكفي في النصرة مجرد الشجب والاستنكار؛ بل لابد من أفعال تبرهن على صدق المناصرة".
كما دعا البيان أهالي غزة إلى التسلح "بالصبر والتقوى"، واختتم بالدعاء "أن يرفع الله الشدة والبلاء عن أهل غزة وعن كل المظلومين، وأن ينزل بأسه على القوم المجرمين".
ومن بين الموقعين على بيان الـ22: د.علي بادحدح، ود.حمزة بن حسين الفعر، ود.عوض بن محمد القرني، ود.سعود بن عبدالله الفنيسان، ود.محسن حسين العواجي، فيما يعتبر الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك، وأ.د.ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على موقع المسلم، ود.محمد بن عبدالله الهبدان المشرف على شبكة نور الإسلام، ود.محمد بن عبدالله الدويش المشرف على موقع المربي، من أبرز الموقعين على بيان الـ66 عالما.
رسالة للقادة العرب
بدوره، وجه الشيخ سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" نداء للرؤساء والملوك العرب، وخص بالنداء العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والرئيس المصري حسني مبارك، وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي، دعاهم فيه إلى مواجهة إسرائيل بالقوة، بحسب موقع الإسلام اليوم.
وقال: إن "الوقوف بصراحة وقوة أمام إسرائيل هو مَطْلَب وطني وشعبي لا يمكن إخفاؤه"، باعتبار الحكام والرؤساء أمناء على مطالب الشعوب والأمة.
وبين أن "عدد القتلى والجرحى ( في المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل) يدل على استئساد إسرائيل المتناهي".
كما طالبهم بـ"فك الحصار عن غزة، وفتح المعابر بشكل رسمي وتام وسريع"، مشيرا إلى أنه "لا يجوز ترك الفلسطينيين في غزة وحدهم، بل يجب إمدادهم بكل ما يحتاجون إليه من غذاء وطاقة ودواء".
وذكر القادة العرب بقصة المرأة من بني إسرائيل التي دخلت النار بسبب هرّة، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها، متسائلا: "فكيف بملايين البشر من العرب والمسلمين المحاصرين في سجن غزة الكبير؟!".
تغطيات إعلامية "مسيئة"
ووجه العودة حديثه للقادة والملوك العرب داعيا إياهم للتحرك الفعلي بدلا من بيانات الشجب والإدانة، قائلا: "إن التنادي لاجتماعات عربية أو أممية، والصدور ببيانات تنديد لم يَعُد يغطي ضعف الموقف العربي، وإن أي اجتماع لا يخرج بعمل ميداني وتوصيات تنفيذية مباشرة لن يكون إلا دليلا آخر على الضعف، ومسمارًا آخر في نَعْش أمتكم".
كما طالبهم بـ"استغلال تلك الظروف في الضغط على الفرقاء الفلسطينيين -بحياد- للوصول إلى اتفاق نهائي، واصفًا إياه بأنه واجب عَيْنِيّ ومطلب رئيسي على من يستطيع، وأن ذلك باستطاعة الملوك والرؤساء".
وكذلك دعاهم إلى "استغلال هذه الأحداث للضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة للوقوف بحياد تجاه مِحْنة فلسطين.. واجبكم الذي حملتكم إياه أمانة المسئولية".
وحذر القادة العرب من أن "ترك الساحة لإسرائيل تعربد وتقتل وتنسف كما يحلو لها دون وقوف صادق وصارم مع الفلسطينيين (أيًا كان موقعهم وانتماؤهم) يسمح لأطراف أخرى بلعب هذا الدور، وشراء ولاء وتعاطف شعوبكم العربية والإسلامية بأسهل وسيلة وأرخص ثمن".
كما دعا القادة العرب للسماح لشعوبهم بالتظاهر تضامنا مع أهل غزة، مشيرا إلى أن هذه المظاهرات لا تمس الأمن القومي للدول، قائلا: "إن شعوبكم -كما تعلمون- ترغب في التعبير عن تضامنها مع إخوانها في فلسطين وبكل الوسائل، وإن السماح بالجهود الشعبية والفردية المناصرة لفلسطين وأهلها واجب عليكم ما دام أن ذلك لا يمس الأمن الوطني".
وحذر العودة القادة العرب من التغطيات الإعلامية لبعض وسائل الإعلام المحسوبة على المؤسسات الرسمية "والتي قد تسيء إلى بلادنا وأهلنا ووطننا بتبرير المجازر الوحشية التي يتعرض لها الإنسان الفلسطيني".
تبرع ولو بدينار
كذلك وجه العودة نداء للأمة الإسلامية أكد فيه أن الأمة كلها مسئولة عما يحدث في قطاع غزة؛ "لأن مجرد التجاهل والصمت يعد مشاركة غير مباشرة".
ودعا الهيئات الخيرية ورجال الأعمال والجميع بالتبرع لصالح غزة، حتى "الأطفال والنساء والغني والفقير عليهم أن يقدموا شيئا، حتى لو اقتطعوا دينارا واحدا من نفقاتهم الخاصة".
وبين أنه "لا يعذر أحد في التخلي عن غزة والوقوف موقف المتفرج، فكل شخص يجب أن يؤدي دوره بحسب صلاحياته وإمكانياته المتاحة، والمساهمة في فك الحصار عن غزة؛ فالقضية لا تخص أحدا دون أحد"، ووصف التجاهل العربي الرسمي للأوضاع في غزة بأنه "مصيبة".