احبتي في الله السلام عليكم
ازف اليكم قصيدة رائعة في مدح اشرف خلق الله والدفاع عنه صلى الله عليه وسلم
وهي:
دَالِيَّةُ المِيلاد في مَدح خَيرِ العِبَاد
ملاحظة : القصيدة عمودية(اي كل بيت له صدر وعجز ) ولكن جاءت هنا عجز البيت تحت صدره
ظََمَـــأ ٌ يِحِــلُّ علــى مُقــلِّ الـــــزَّاد
يا نَبْعَةً فَاضَتْ على الـــــوُرّاد
فَاضََت على َسَعةٍ وشَقَّ بُلُوغُهـــــا
ِلَتَزاحُمِ الأقْدامِ و الأُعْضـَــــــادِ
نَظَمَتْ وُفودُ الشِّعرِ حَولَ ضِفافِهـــا
عَذْبَ القَصِيدِ فَراِئدَ الانْشَــــــــاد
جَاءَت مُلوكُ الضَّادِ عَطْشَى تَرْتَـجِي
عَلَمَ البَيانِ ، مليكَ حرفِ الــضَّاد(1)
أدرِكْ جُموعَ المَادِحِـــينَ فَأِنَّـــــــهم
من حَرِّ ما اشتَاقوا إليكَ صَـــوَادي
فَقَصَدْتُّ مُلْتَمِساً هُنالِـــكُ مَـــوْرِدَاً
يَشْفِي هَجِِيراً فـَتَّ بالأَكْبَــــــــــاد(2)
زَاحَمْتُ كَعْبَا ً والبُصَيرِي بَعْـــــدَه
وَفَتَىً بِمصْرَ أمِــــيرَ ذاكَ النَّادِي(3)
فَأََهَمَّنِي حِين ابْتَدَرْتُ فُحُولَهُـــــم
أَنِّي بـِــــــوادٍ والفُحولُ بِِـــــوَادي
وَتَعَثَّرَت شَفَتَايَ بِالـــفُصْحَى الَّتي
مَا طَاوَعْتنِي عندَ مَدْحِ الــــهَادي
فَرَجَعتُ مُنكَسِراً وَما لِيَ حِيلَــــــة ٌ
مـن قِلَّتِي ، وَخَسَارَتِي وَكَسَادي
فَالشِّعْرُ يُقْصِر عن بُلُوغِ مُحُمَّــــدٍ
وَيَضِيقُ عن ذِكر ٍ وعَن تِـــــعداد
والنَّظْمُ دُونَ كَمَالِـــــهِ وَجَمَالِـــــه
وتَتِيــهُ فيهِ قَصَائـِـدُ القُصَّــــــــاد(4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(1)علم البيان مليك حرف الضاد :محمد(ص). (2)الهجير: الحر الشديد
(3) كعب بن زهير والبوصيري من المُدَّاح أصحاب البردة وفتى مصر :أحمد شوقي أمير نادي الشعر
في مصر وقد عارضهم أكثر من مئتي شاعر . (4) القصاد :من يقصدون النبي بالمديح .
تَاللهِ مَا يَشفِي المٌحِبَّ لِشَخصِــــهِ
مـثلُ الصَّلاةِ عليــــه والـــتِّـرْداد
هي َسلْوَتِي وَجَلاءُ فَـــهمِي ذِكرُه
وَزَوالُ هَـمِّي في الـــحَياةِ وَزَادِي
وَوَدَدْتُّ أَنْ أَحْيَا لِأَذكرَ أَحْمَـداًَ
فَــلَرُب َّ ثنَّـــــــاءٍ لــــه حَـمَّّـادِ
نَالَ الشَّفاعَةَ و الرِّضا من حُبِّه
و أفاضَ نحوَ الكَوثَــر المُرتَــاد
إِنِّـــي طَـــمِعْتُ بِِــــأََن أَنَــالَ يَداً إذا
مُــدَّت إلى حَـوضَ الرَّسُولِ أَيَادي
واللَّــــه ما يَحلو بـِـــــــذِكرِي إِنَّما
يَحلــو بِـــذكرِ مُـحَمَد ٍ إِنـــــشَادي
فَهُوَ المُحَلَّى والمَبَّرؤُ قَبلَنَـــــــــــا
وَهُـو الجَوَادُ وفوقَ كُلِّ جَــــوَاد
يُعطِي عَطَاءً لا يَخافُ نَـــــــــفادَهُ
كَالبَحــرِ في سَعَةٍ و في إمدادِ
هُوَ صاحِبُ الخُلُقِ العَظيمِ وحِلْمـُـهُ
يَسَعُ السَّفيــهَ وغَــدْرَةَ المُتَمَـــادي
وتَفرُّ عنهُ فوارِسٌ فيُعيـــــــــدُهُـم
وبِهِ تلوذُ بواســـــــــــــلُ الأجــنادِ(1)
فإذا تَبَسَّمَ يَستَنيـرُ كَكوكَــــــــــــبٍ
يُنبيكَ عن بِشرٍ وعن إسعَــــــــــاد(2)
و إذا تَقَلَّبَ في السُّجودِ فإنَّـما
هُــوَ أعـبَدُ العُبَّادِ و الزُُُّّهَّـاد
قَد هَيَّجَت عندي مَشَاعِرَ والِـــــــــهٍ
ذِكــرَى الحَبيبِ بَشَائِرُ المِيــــــــلاد
أيقَظنَنِي مِن هَجعَةٍ عُِوِّدْتَُهَـــــــــــا
فَشَكَوتُ لِلَّيلِ البَهيمِ سُهادي(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
(1)حديث علي:كنا إذا حمي الوطيس اتقينا بالرسول(2)حديث عائشة:إذا تبسم كانه قطعة قمر(3)سهاد:أرق
أرَّقنَنِي ، أرَّقنَ جِفنِي أِذ سَجَــــــــا
فاشتَاقَ من بَعدِ الكَرَى ِلرُقَـَــــادِ(1)
كَانَت كِنانَةُ قََََبلَها مُضَرُ الَّتــــــــــي
مِنها ابنُ فِهْرٍ أوَّلُ الـــــــــــرُّوَّاد(2)
فَبَنَى قُُصَيٌّ من قُرَيشٍ صَرحَهَـــــا
ومَضَى بِها قُدُماً بِِِخَيرِ قِيـــَـــــاد(3)
فََخِيارُ عبدِ مَنافِها هَشَمَ الثَّريــــــــدَ
لِقومِهِ ومُطَاعِـمٌ لِلــــــــــــــــزَّاد(4)
فَكَبيرُ مَكَّةَ ذَابِِحٌ وَلََداً لَـــــــــــــــه
يَغدو بِأعجَبِ ما غَداهُ الغـَـــــادي(5)
فابنُ الذَّبِيحِِِِ ابنُ الذَّبيحِِ لِأَجلِــــــــه
جِــبرِيلُ جاءَ إلى الخََليلِ يُـــفادي(6)
فهُوَ الخِيارُ من الخِيارِ من الـــخِيارِ
خِـــيارٌ آبَاءٍ على أجْـــــــــــــدَاد(7)
ُوِلِدَ المُحَمدُ في الوجودِ مُـــــــحَمَّدٌ
والنُّورُ لاحَ بِبَطنِ ذَاكَ الـــوَادي(
فَأَضَاءَ بُصْرى ضُوؤُه وأَغَــــاضَ
سَاوَى بَحرُه وأََحَالَــهَا لِبَــوادي(9)
وانشَقَّ كِسرَى حِينَ شُقَّ أِوانُـــــه
والشَّقُّ في تِلكَ العَوالِــمِ بَـــــادِ(10)
والرُّومُ دَقَّت وَالكَنَائِس زَغــــرَدَت
نــارُ المَجُوسِ استُبْدِلت بِرَمـــاد(11)
وحِجارةٌ في بَطنِ مكَّةَ سلَّمــــــــت
والجِذْعُ حَـنَّ وحَـــنَّ كلُّ جَمَــــاد(12)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1)سَجا الجَفنُ: اغمض ، الكَرى: النُّعاس. (
لما وُلد خرج منه نور أضاء مكة والشام.
(2)النبي من مضر من كنانة ،وابن فهرهو غالب بن فهر (9)غاضت بحيرة ساوى وصارت بادية.
ولقبه قريش وهو سيدها و به عرفت واليه نسبت . (10)ما زال الشق ليومنا في إيوان كسرى .
(3)قصي بن كلاب سيد قريش وباني مآثرها ودار ندوتها.(11)أطفئت نار المجوس ودقت الكنائس.
(4)هاشم بن عبد مناف جد النبي والذي هشم طعام الثريد.(5)كبير مكة عبد المطلب جد النبي الذي هم بذبح ولده ابتغاء وجه الله(6)ابن الذبيحين اسماعيل وعبدالله :هو محمد (ص)فدا جبريل جده اسماعيل فجاء من نسله. (7)في الحديث:انا خيار من خيار من خيار (12)حن الجذع له وسلمت عليه الحجارة.
وقُــريشُ عَــزَّت بابْنِها لِعِبـــــــــــادةِ
الدّيَّـانِ بعدَ خُــرافَةِ الأنـــــــــــَدادِ(1)
جَاؤوا( ِلَشيْبَـــــةَ) مُعْسِرينَ لِيَشْتَكوا
شُـــحَّ السَّماءٍ و قِلَّةَ الإمــــــــدَاد(2)
فأَتى الرَّضيــعَ وَوَجْهُهُ شَـــــــــمسُ
الضُّحى لِيَلوذَ منه بِإِصْبَعِ الِإشهاد
لمَّا أتــى البيتَ العَتيقَ اغْــــدَودَقَــت
سُحُبُ السَّمَاء وسَالَ منها الوَادي(3)
مِيلادُهُ ، مــــيلادُ كلِّ مُـــــــــــــوَحِّدٍ
وبـِه احتَفَيتُ لأَنـَّـــه مِيـــــــــلادي
مــــيلادُه مــيلادُ خيرِ حَــــــــــضارةِ
الإنسَانِ في الأزْمــانِ والآبَــــــــأد(4)
مـــــــيلادُ أَكْرَمِ أُمَّةٍ قد أُخْــــــــرِجَت
للنَّاسِ في الأَعرَاقِِِ والأمجَـــــــاد
ذِكـــرىيعمُُّ المسلمينَ بَـــــــهَاؤُهـــا
و سَناؤُها ، عيدٌ من الأَعْــــــــــياد
مـــــيلادُ أحمدَ مَولدٌ للحـــــــــامِدينَ
لِرَبِّهم بِتَفاوُتِ الآمَـــــــــــــــــــاد(5)
جَــــاءَ البَرِيَّة بالهُدَى لِيَعودَهَـــــــــا
أََكرِِم بــــِهِ من زائِرٍ عَــــــــــــوّاد
لمَّا أتَى كان السَّــــوادُ يَلُفُّهَــــــــــــا
فَأََضَــاءَها نُوراً بِغَيرِ سَـــــــــــواد
والعُــــرْبُ أَشْــتاتَاً تَقَطَّعَ أمرُهـَــــــا
مُـــتَفَرِّقينَ تَفرُّق الأضــْــــــــــــداد
الفُـــرسُ والرُّومَانُ تَسْبِي ظِـــئْرَهـــم
يَعْدو عــــــليهم كلَّ يومِ عـــــــــــاد(6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ .(1)كانوا يتخذون الاصنام أندادا لله.(2،3)عندما أجدبت مكةأتت قريش ل (شيبة)عبد المطلب تشتكي قلة المطر فحمل الرضيع محمد(ص) ولاذ بسبابته وألصقه بالكعبة باتجاه السماء ودعا فأمطرت السماء وامتلا الوادي بالماء ،ومنها قال ابو طالب في لاميته المشهورة :وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل (4،5)الآماد والآباد :الأزمنة(6) الظئر: المرأة العطوف.
فإِذا الشَّتاتُ صَــــحابَةُ مثلُ الـــنُّجوم ِ
تَفَرَّدوا كَــتَفَرِّدِ الآحـَـــــــــــــــــاد
وتَشَرَّبــوا بالدِّينِِ حَـــولَ نَبِيِّهِــــــــم
كَتَشَــرِّبِ الأروَاحِِ بالأَجسَــــــــــاد
وفَـــدَوهُ بالمُهَجِِ العَزيزةِ سَمْحــــــةٍ
كَــــرَمُ المُفدَّى نالَ مِنه الفـَــــــادي(1)
هـــذا المُحَمـــــــدُ لَيتَنِي أدرَكتُـــــــه
أو كُنتُ في زَمَـــنٍ على مِيعـَـــــاد
يا لَيتَني أَثَـــرٌ بِِشِسْعِِ نِعالـِــــــــــــه
رَوَّاحُ فيها كلَّ حِـــــــينٍ غـَــــــــــاد(2)
من كَانَ في أهلِ السَّمَـــاءِ مُـــبَارَكَاً
ومُـــــــحمَّداً في الأرضِ بِــــالأورَاد(3)
يا سَـــادَتي ما كُنتُ ألا بُلبُـــــــــــلاً
في حُـــــبِّ طَــــــهَ مٌستَهَامٌ شَـــاد(4)
طَــوَّفْتُ حَولَ رِياضِهِ أشكُو الهَوَى
أجْــــمِل بِهِنِّ و بِِالهَوَى المَيَّــــــاد(5)
مَازَجتُ حُبَّاً في المَديحِِ وَخَــشيَـــةً
فَالطَّيرُ تَخشَى مَــــرْبِِضَ الآسَــــاد
والحُبُّ يَربُو في القُلــوبِ نَعِيمُـــــه
وَالحُــــبُّ بَعضُ مَرَاتِبِ العُبَّـــــــاد