من تعظيم السلف الصالح رضوان الله عليهم للسنه ..

من تعظيم السلف للسنة




قال الله تعالى : (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) .
ويبين الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ هذه النعمة فيقول:
(( فنعمته على عباده بإرسال الرسل إليهم ، وإنزال كتبه عليهم ، وتعريفهم أمره ونهيه ، وما يحبه وما يبغضه ، أعظم النعم وأجلها ، وأعلاها وأفضلها ، بل لا نسبة لرحمتهم بالشمس والقمر والغيث والنبات إلى رحمتهم بالعلم والإيمان والشرائع والحلال والحرام ))شفاء العليل (1/226).
وقال تعالى: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).
وروى الإمام أحمد في (( المسند )) وللفظ له، والنسائي في (( السنن الكبرى )) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً ثم قال : (هذا سبيل الله) ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله ثم قال : (هذه سبل متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعوا إليه) ثم قرأ (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : (إن هذا الصراط محتضر ؛ تحضره الشياطين ينادون : يا عبدالله هلم إلى الصراط ، ليصدوا عن سبيل الله ، فاعتصموا بحبل الله ، فإن حبل الله هو كتاب الله) وإسناده غاية في الصحة ،وبهذا تعرف عظيم النعمة والمنة لله عز وجل على عباده ببعث الرسل إليهم .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية مبيناً عظيم حاجة العباد للرسل:
(( والرسالة ضرورية للعباد لابد لهم منها ، وحاجتهم إليها فوق حاجتهم إلى كل شيء ، والرسالة روح العالم ونوره وحياته ، فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور ، والدنيا مظلمة ملعونة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة ، وكذلك العبد ما لم تشرق في قلبه شمس الرسالة ويناله من حياتها وروحها فهو في ظلمة ، وهو من الأموات ، قال الله تعالى : (أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) ، فهذا وصف المؤمن كان ميتاً في ظلمة الجهل ، فأحياه الله بروح الرسالة ونور الإيمان ، وجعل له نوراً يمشي به في الناس ، وأما الكافر فميت القلب في الظلمات .
وسمى الله تعالى رسالته روحاً ، والروح إذا عدم فقد فقدت الحياة ، قال الله تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا) .. فإن الله سبحانه جعل الرسل وسائط بينه وبين عباده في تعريفهم ما ينفعهم وما يضرهم ، وتكميل ما يصلحهم في معاشهم ومعادهم ، وبعثوا جميعاً بالدعوة إلى الله ، وتعريف الطريق الموصل إليه ، وبيان حالهم بعد الوصول إليه .. فإن العقل لا يهتدي إلى تفاصيلها ، ومعرفة حقائقها ، وإن كان قد يدرك وجه الضرورة إليها من حيث الجملة ، كالمريض الذي يدرك وجه الحاجة إلى الطب ومن يداويه ، ولا يهتدي إلى تفاصيل المرض وتنزيل الدواء عليه.
وحاجة العبد إلى الرسالة أعظم بكثير من حاجة المريض إلى الطب ، فإن آخر ما يقدر بعدم الطبيب : موت الأبدان ، وأما إذا لم يحصل للعبد نور الرسالة وحياتها مات قلبه موتاً لا ترجى الحياة معه أبداً ، أو شقي شقاوة لا سعادة معها أبداً .. )) المجموع (19/93ـ96).
و السنة تفسر الكتاب وتبينه ولذا أنكر الإمام أحمد على من قال : السنة تقضي على الكتاب ، فقال : (( بل السنة تفسر الكتاب وتبينه )) ، والذي نشهد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم به أنه لم تأت سنة صحيحة واحدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تناقض كتاب الله وتخالفه ألبتة ، كيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبين لكتاب الله ، وعليه أنزل ، وبه هداه الله ، وهو مأمور باتباعه ، وهو أعلم الخلق بتأويله ومراده .
ولو ساغ رد سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فهمه الرجل من ظاهر الكتاب لردت بذلك أكثر السنن وبطلت بالكلية )) الطرق الحكمية (1/107) . .
وللسلف من الصحابة ومن بعدهم مواقف كثيرة في التغليظ على من يعارض السنة بعقله ، فمن ذلك:
أخرج مسلم في (( الصحيح )) أن عمران بن حصين رضي الله عنه حدث فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الحياء خير كله) ، فقال بشير بن كعب : إنا لنجد في بعض الكتب أو الحكمة أن منه سكينة ووقاراً لله ، ومنه ضعف ، فغضب عمران رضي الله عنه حتى احمرتا عيناه وقال : ألا أراني أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعارض فيه ؟ .
وحدث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا تمنعوا إماء الله أن يصلين في المسجد) فقال ابن له : والله لنمنعهن ، فغضب ابن عمر رضي الله عنه غضباً شديداً وقال : أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول : والله لنمنعهن ، أخرجه مسلم .
ومثله أن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه كان جالساً وإلى جنبه ابن أخ له ، فخذف فنهاه عبد الله رضي الله عنه وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها وقال : (إنها لا تصيد صيداً ، ولا تنكأ عدواً ، وإنها تكسر السن ، وتفقأ العين) ، فعاد ابن أخيه يخذف ، فقال : أحدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها ثم عدت تخذف ؟! لا أكلمك أبداً ، أخرجه مسلم .
ومن ذلك أيضاً أن عبادة بن الصامت الأنصاري رضي الله عنه غزا مع معاوية رضي الله عنه أرض الروم فنظر إلى الناس وهم يتبايعون كسر الذهب بالدنانير ، وكسر الفضة بالدراهم ، فقال رضي الله عنه : يا أيها الناس إنكم تأكلون الربا ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لا تبتاعوا الذهب بالذهب إلا مثلاً بمثل لا زيادة بينهما ولا نظرة) فقال له معاوية ؤضي الله عنه: يا أبا الوليد لا أرى الربا في هذا إلا ما كان من نظرة ، فقال عبادة رضي الله عنه : أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن رأيك ، لئن أخرجني الله لا أساكنك بأرض لك علي فيها إمرة ، فلما قفل لحق بالمدينة فقال له عمر بن الخطاب ؤضي الله عنه : ما أقدمك يا أبا الوليد ؟ فقص عليه القصة وما قال من مساكنته ، فقال رضي الله عنه : ارجع يا أبا الوليد إلى أرضك ، فقبح الله أرضاً لست فيها وأمثالك ، وكتب إلى معاوية رضي الله عنه : لا إمرة لك عليه ، واحمل الناس على ما قال فإنه هو الأمر ، أخرجه ابن ماجه ، والبيهقي ، وابن بطه في الإبانة .
وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول : (( لا رأي لأحد مع سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم )) .
وغير ذلك كثير من الآثار والله الموفق.



نقلته لكم والدال علي الخير كفاعله

بارك الله فيك



موضوع قيم ورائع للغايه


تحياتي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


بارك الله فيك اخي الحبيب علي هذه الدرر الثمينه


جعلها الله في موازين حسناتك


وكتب لك بكل حرفه حسنه

اللهم امين


اخيك وحبيبك في الله


جهاد عبد الله


تحياتي لك


والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

جهاد كتب:

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


بارك الله فيك اخي الحبيب علي هذه الدرر الثمينه


جعلها الله في موازين حسناتك


وكتب لك بكل حرفه حسنه

اللهم امين


اخيك وحبيبك في الله


جهاد عبد الله


تحياتي لك


والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته


امين


بارك الله فيك حبيب قلبي جهاد علي هذا التواجد الطيب المبارك بالموضوع



ربنا يكرمك ويعزك يارب

احب الله جل عل كتب:

بارك الله فيك



موضوع قيم ورائع للغايه


تحياتي

وفيك بارك الله اخي الكريم

اشكر مرورك الرائع

تحياتي ليك