الإستغفار مطهر ومنظف وملمع للقلب والروح والوجه لا مثيل له

الحديث عن الإستغفار حديث ذو شجون ، سيما وأن الإستغفار هو ذلك الأمل العظيم في طعمه وكمه وكيفه ، الإستغفار هو ذلك النور المشع الذي به تنقشع الظلمات ، وتطمئن القلوب ، وتهدأ النفوس ، وتزكوا السرائر ، الإستغفار هو ذلك القارب الذي ينجو به الغريق من أمواج المخالفات العاتية التي توشك أن تغرق صاحبها في بحر مظلم .

الإستغفار هو ذلك المطهر والمنظف الذي يجعل القلب والروح والوجه أكثر بياضا ونضارة وسعة .

الإستغفار هو ذلك الخلق الذي يحبه الله تبارك وتعالى ، ويحب المكثرين منه ، الإستغفار هو ذلك الذل والإنسكار والندم الذي يظهره العبد الفقير إلى ربه الغني عنه ، فيرفعه به أعلى الدرجات ، وينقذه به من أدنى الدركات ، ويحقق له به كل الأمنيات .

( فقلت إستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) .

الإستغفار هو الحديث والمناجاة التي لا تنتهي بين العبد وربه ، هو التواصل الخاص جدا بين العبد وربه ، الإستغفار هو تلك التوبة الصادقة من قلب كسير ، ومن نفس لوامة وجلة ، الإستغفار هو علم خاص ومعرفة خاصة وصلة خاصة بين المذنب والغافر .

الإستغفار هو تلك الدمعة التي تسيل على الأحداق فيتلألأ بها الوجه وينشرح بها الصدر ، وترتفع بها الهمة ، وتلين بها العبرات ، وينبلج بها الظلام ، وتستقيم بها الخطى .

الإستغفار هو حاجة المؤمن الدائمة التي لا غنى عنها ما بقي فيه عرق ينبض ونفس تتمنى ، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا الإستغفار في حياتنا كما يلهمنا التنفس ، وأن يجريه فينا كما يجري الدم في العروق فنحن دائما في حاجة إليه وكلنا لا شك واقع في مخالفة ومكرر لها ، ولكن يبقى الأمل والبشر في رجاء المغفرة من الذي يملكها وحده وهو الله الغافر الغفار الغفور الرحيم .

ولكن يبقى قبول الإستغفار مرهونا بقوة النية ، وصدق العزم ، ولو تكررت الأخطاء ، فكلما تكررت الأخطاء علينا أن نكرر الإستغفار ونكرر النية القوية ونكرر العزم الصادق ، فقد تكرر الإستغفار في كتابه سبحانه وتعالى وتنوعت صيغه في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، حتى نكرر وننوع منه ، فإن الله لا يمل حتى نمل .


أرجو من كل من يقرأ هذا الموضوع أن يستغفر لي بنية قوية ، سيما في أوقات السحر حيث يكون للإستغفار طعم خاص ولون خاص ( والمستغفرين بالأسحار ) :d